سورة القصص - تفسير تفسير الشعراوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (القصص)


        


{طسم(1)}
الحروف المقطعة في بدايات سور القرآن مرة يأتي حرف واحد مثل(ق، ن) أو حرفان مثل(طس، حم) أو ثلاثة أحرف مثل(الم، طسم) أو أربعة مثل(المر) أو خمسة مثل(حمعسق، كهيعص) وكل منها له مفتاح وأسرار لم يفتح علينا بعد لمعرفته وما قلنا في معنى هذه الحروف مجرد محاولات على الطريق.


{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ(2)}
يعني: ما يأتي في هذه السورة آيات الكتاب المبين.


{نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(3)}
أي: نقص عليك {مِن نَّبَإِ موسى وَفِرْعَوْنَ} [القصص: 3] والنبأ: الخبر الهام الذي يجب الالتفات إليه، وهل هناك أهم من إرسال موسى عليه السلام إلى مَن ادعى الألوهية؟ لذلك أفرد لهما هذه السورة، فلم يَرِدْ فيها ذِكْر آخر إلا لقارون؛ لأنها تعالج مسألة القمة، مسألة التوحيد، وتردّ علىَ مَنِ ادّعى الألوهية، ونازع الله تعالى في صفاته.
قوله {بالحق} [القصص: 3] لأن تلاوته وقصصه حق، كما في قوله تعالى: {إِنَّ هذا لَهُوَ القصص الحق} [آل عمران: 62].
والقصص مأخوذ من قصِّ الأثر وتتبّعه، وقد اشتُهِر به بعض العرب قديماً، ومهروا فيه حتى إنهم ليعرفون أثر الرجل من أثر المرأة.. ألخ، وقد اشتُهِرت عندهم قصة الرجل الذي فقد جمله، وقابل أحد القصاصين، وسأله عنه فقال: جملك أبتر الذَّنَب؟ قال: نعم، قال: أعور؟ قال: نعم، قال: أعرج؟ عندها لم يشكّ صاحب الجمل أن هذا الرجل هو الذي أخذ جمله، فأمسك به وقاضاه.
وفي مجلس القضاء، قال الرجل: والله ما أخذتُ جملك، كلني رأيتُ الجمل يبعثر بَعْره خلفه، أما هذا فيضع بَعْره مرة واحدة، فعرفتُ أنه مقطوع الذنب، ورأيت أحد أخفافه لا يؤثر في الرمل فعرفتُ أنه أعرج، ورأيته يأكل من ناحية ويترك الأخرى فعرفتُ أنه أعور.
والحق تبارك وتعالى حين يقصُّ علينا يقصُّ الواقع، فقَصص القرآن لا يعرف الخيال كقصص البشر؛ لذلك يسميه القصص الحق، وأحسن القصص، لأنه يروي الواقع طِبْق الأصل.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8